فوكس نيوز تستفيد من عودة ترامب إلى دائرة الضوء وارتفاع شعبيتها بشكل كبير
فوكس نيوز تستفيد من عودة ترامب إلى دائرة الضوء وارتفاع شعبيتها بشكل كبير
مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أصبحت شبكة فوكس نيوز واحدة من أبرز المستفيدين، مستعيدة مكانتها كشبكة الأخبار المفضلة لدى الرئيس السابق. وفقًا لتقرير صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، اجتذبت فوكس نيوز ما يقرب من ثلاثة أرباع جمهور قنوات الكابل في الولايات المتحدة بعد الانتخابات الأخيرة، متجاوزة منافسيها بفارق كبير.
نمو هائل في عدد المشاهدين
شهدت فوكس نيوز زيادة ملحوظة بنسبة 40% في عدد مشاهديها اليوميين منذ انتخابات 5 نوفمبر، وفقًا لبيانات “نيلسن”، حيث بلغ متوسط جمهورها اليومي حوالي 2 مليون مشاهد من 6 إلى 22 نوفمبر، مقارنة بـ 1.4 مليون مشاهد قبل الانتخابات. في المقابل، تراجعت نسب مشاهدة شبكتي CNN وMSNBC بشكل كبير، حيث انخفض جمهور الأولى بنسبة 27% إلى 366 ألف مشاهد يوميًا، بينما تراجع جمهور الثانية بنسبة 38% إلى 526 ألف مشاهد يوميًا خلال نفس الفترة.
السيطرة على ساعات الذروة
خلال ساعات الذروة المسائية، استحوذت فوكس نيوز على 73% من جمهور قنوات الكابل الإخبارية، في حين جذبت MSNBC وCNN نسبًا متواضعة بلغت 16% و11% على التوالي. هذه الأرقام تعكس التأثير الكبير لعودة ترامب على أداء الشبكة، التي باتت مرة أخرى المنصة الأبرز لجمهوره المحافظ.
التحديات والإنجازات
ورغم تحقيق هذه النجاحات، كانت فوكس نيوز قد مرت بفترة صعبة مؤخرًا، حيث كلفتها تسوية قضية تشويه السمعة مع شركة “دومينيون” 787.5 مليون دولار. كما فقدت جمهورًا لصالح منصات يمينية أخرى مثل نيوز ماكس ووان أمريكا نيوز، بالإضافة إلى الجدل الناتج عن فصل المذيع البارز تاكر كارلسون.
لكن عودة ترامب أعادت الزخم للشبكة، خاصة بعد أن اختار بعض أعضاء إدارته الجديدة من بين نجومها، مثل المرشح المحتمل لمنصب وزير العدل، بيت هيجسيث.
مستقبل الشبكات المنافسة
في المقابل، تواجه شبكات مثل MSNBC وCNN صعوبات في جذب المشاهدين، حتى مع تغطيتها المكثفة لاختيارات ترامب لمناصب إدارته الجديدة. كما أعلنت مجموعة “كومكاست” المالكة لـ MSNBC عن خطة لفصل القناة عن عملياتها الرئيسية، مما يعكس التحديات التي تواجهها قنوات الكابل التقليدية مع تحول الجمهور نحو البث الإلكتروني.
الإعلام البديل يبرز
وفي ظل هذا التحول، برزت منصات الإعلام غير التقليدية مثل البودكاست وغرف الدردشة على يوتيوب، حيث حققت هذه المنصات شعبية كبيرة بين جمهور ترامب، خاصة من الذكور. وتشير تقارير إلى أن ترامب قد يمنح هذه المنصات دورًا أكبر في التغطيات الإعلامية داخل البيت الأبيض، ما يُعد تحديًا جديدًا للمؤسسات الإعلامية التقليدية التي طالما وصفها بأنها “عدو الشعب”.
دور فوكس في الإدارة الجديدة
مع استمرار ارتفاع شعبيتها، تبدو فوكس نيوز في طريقها لتلعب دورًا رئيسيًا خلال رئاسة ترامب المقبلة. وفقًا لويندي فيا، خبيرة في اليمين المتطرف بأمريكا، فإن الشبكة ستصبح الوجهة الأولى لحلفاء ترامب والمسؤولين الذين سيعينهم، ما يجعلها مجددًا المنصة الرئيسية للترويج لأجندته السياسية.
فوكس نيوز، التي أسسها روبرت مردوخ عام 1996، أثبتت قدرتها على الصمود أمام التحديات واستغلال الفرص، لتظل الشبكة المفضلة لترامب وأنصاره، وتعيد تشكيل مشهد الإعلام السياسي في الولايات المتحدة.